منذ ٢٢٠٠ قبل الميلاد وهناك رجل اسس لفنون وعلوم العلاقات العامة الحديثة ، انه بتاح حوتب ، انه مسئول مصري قديم عاش مابين القرنين ٢٥ و ٢٤ قبل الميلاد وكان يعمل وزيرًا في عهد الفرعون {جد كا رع} مؤسس الأسرة الفرعونية الخامسة، وله كتاب شهير عن “الأخلاق والسلوك الحسن”، وهو ما يسمى بكتاب “تعاليم بتاح حوتب” وهو من الروائع المصرية القديمة في ما يسمى “بأدب الحكمة” التي تهتم بإرشاد النشأ وتوجيههم إلى الأخلاق الحميدة. والموجود بعض بردياته في مكتبة فرنسا الوطنية، والبعض الآخر في المتحف البريطاني .
اليكم في السطور التالية قصة بتاح حوتب مؤسس علم العلاقات العامة باختصار
ولعله من المفيد أن نتحدث ببعض التفصيل عن “بتاح حوتب”، والذي يعتبره “ويل ديورانت” الفائز بجائزة بولتزر عن كتابه الشهير “قصة الحضارة” بأنه أول فيلسوف في تاريخ العالم. فمما يُذكر عن “بتاح حوتب” أنه مسئول مصري قديم عاش مابين القرنين ٢٥ و ٢٤ قبل الميلاد وكان يعمل وزيرًا في عهد الفرعون {جد كا رع} مؤسس الأسرة الفرعونية الخامسة، وله كتاب شهير عن “الأخلاق والسلوك الحسن”، وهو ما يسمى بكتاب “تعاليم بتاح حوتب” وهو من الروائع المصرية القديمة في ما يسمى “بأدب الحكمة” التي تهتم بإرشاد النشأ وتوجيههم إلى الأخلاق الحميدة. والموجود بعض بردياته في مكتبة فرنسا الوطنية، والبعض الآخر في المتحف البريطاني.
والكتاب عبارة عن مجموعة من الأمثال والأحكام والنصائح حول العلاقات الإنسانية، وهي مأخوذة من ترجمة “كريستيان جاك” في كتابه (الحكمة المعيشية في مصر القديمة). وتبدأ الأمثال، بتوضيح كاتبها لسبب كتابتها، وهي وصوله لسن الشيخوخة، ورغبته في نقل حكمة أسلافه، التي وصفها بأنها “كلمات الآلهة”، وتُمجّد تلك الأمثال فضائل السلوك السوي بين الناس، مثل، الصدق والعدل وضبط النفس، والرفق بالآخرين، والدعوة للتعلّم عن طريق الإستماع إلى الجميع، ومعرفة أن المعرفة البشرية لن تكتمل أبدًا، إضافة إلى تجنب الصراعات كلما كان ذلك ممكنًا، ولا ينبغي أن يُعتبر ذلك ضعفًا، وينبغي السعي إلى العدالة.
وتشير بعض النصائح إلى كيفية إختيار السيد المناسب (القائد) وخدمته، وتُلقِّن نصائح أخرى دروسًا حول الطريقة الصحيحة للقيادة من خلال الإنفتاحية والطيبة، وإِعتَبرت تلك الإرشادات أن الطمع هو أساس كل شرّ ويجب الإحتراس منه، وأن الكرم مع الأهل والأصدقاء أمر جدير بالثناء.
وفيما يلي مقتطفات لبعض من كل هذه الأمثال والنصائح:
- تكلّم فقط إذا كان لديك شيئًا معقولًا لتقوله
- السلوك السليم تعرفه من الطريق السليم في التعامل.
- لا تردد الشائعات ولا تستمع إليها.
- فكر في العيش بسلام بما لديك، وما يريده الإله فهو المقدور.
- لا تتفاخر بما تعرفه، وإستشر الجاهل والحكيم.
- وأنت أيها المرء، علّم إبنك الكلام المتوارث، فربما كان مثالًا يحذو حذوه أبناء العظماء، وقد يجدوا فيه الفهم والعدل لكل من يخاطبه، بما أن الإنسان لا يُولد حكيمًا.
- الإستماع هو أفضل من أي شئ، وهكذا يولد الحب المثالي.
- الجاهل الذي لا يُصغي لا يصل إلى شئ، فهو يساوي بين المعرفة والجهل، وبين المفيد والضار، ويفعل الشائبات فيستاء منه الناس يوميًا.
- الكلمة الحسنة مدفونة أعمق من الحجر الكريم، وهي موجودة بجانب الخدم العاملين في الطاحونة.
- إذا أصغى المستمع إصغاءًا جيدًا فسوف يفهم جيدًا.
- في الإستماع فوائد للمستمع.
- لا تثرثر في حيّك، فالناس تحترم الصامت.
- إتبع قلبك طوال حياتك، ولا تزيد العنف تجاه ما تقرر.
- عاقب وفق القواعد، وإذا علّمت فليكن تعليمك ذو معنى، فمحاربة المساوئ تؤدي إلى العشوائية.
- الظلم موجود بوفرة، ولكن الشرّ لا يمكن أبدًا أن ينجح على المدى الطويل.
- يجب أن يكون السلوك سويًا لدرجة قياسه على الشاقول (ميزان البنّائين).
التراث الفرعوني
وهنا أن لا أُريد أن أُتّهم بالتحيز لكوني مصري وأعتز بتراثي الفرعوني، ولكن إذا أردنا الإنصاف، كان ولابد أن أضع “بتاع حوتب” على رأس قائمة آساطير العلاقات العامة في العالم وفي التاريخ. فكما سنرى لاحقًا، فإن كل التعاليم والنصائح التي كتبها هذا الفيلسوف المفكر العملاق، لم يخل منها أية من نصائح أساطير العلاقات العامة في العصر الحديث.
الوزير الفرعوني
هذا الوزير الفرعوني والذي كان يكتب كل هذه النصائح والأحكام وهو في سدة الحكم والمسؤولية، وليس مجرد أحد أفراد الشعب المتمردين والناشطين المنادين بالإصلاح. فإذا كانت تلك أفكار رئيس وزراء فرعون منذ ما يقرب من ٤٥٠٠ سنة، فكيف كانت مشاعر وأفكار الرعية، فلا شك أن الحضارات لا تبنيها سوى الأفكار السوية والأخلاق القويمة.
ولعلني هنا أقترح على من يستطيع أن يبذل كل الجهد لتخليد هذا الحكيم الفيلسوف رائد رواد العلاقات العامة والعلاقات الإنسانية من خلال تنظيم جائزة عالمية مرموقة تقام بإسمه سنويًا، وتمنح لأي من قادة العلاقات العامة في العالم والذين يدعون ويشددون على الممارسة الأخلاقية للعلاقات العامة تستند إلى تعاليم هذا الفرعون “بتاح حوتب”. ويمكن أن تُقام مراسم هذا الحفل السنوى في المتحف المصري الكبير. وعلى مرأى ومسمع من العالم، وليكون حافزًا قويًا للمصريين والعرب للنبوغ في مجال العلاقات العامة ويكونوا سندًا لأمتهم وبديلًا عن الشركات الأجنبية التي تتصارع على نيل العقود المجزية من الشركات والدول العربية من أجل تقديم خدماتها في مجال العلاقات العامة.
